هل هنالك ترابط بين علامات ظهور الامام المهدي المنتظر عج؟

عبر القرون، قرأ وسمع الناس دوماً بأن بعض العلامات قد تحققت سابقاً .. لكن لم يظهر الامام المهدي المنتظر عج!

هذه نقطة مهمة جداً.  

كما تعرفون، على مر العصور، حدثت عدة علامات بشكل منفرد، اعتبرها بعض العارفين، ومنهم من العلماء، إشارة إلى قرب ظهور الامام المهدي المنتظر عج وبشروا الناس بذلك.

ثم لم يحدث الظهور الموعود!... مما سبب ردة فعل وشكوك في مصداقية العلامات، بل وحتى بحقيقة وجود مهدي أخر الزمان!

أين الخطأ أذاً ؟

أذاً، علينا أن ندرس العلامات بشكل علمي لنحدد طبيعة كل علامة بالدقة الممكنة لتلافي أخطاء مُحبِطة كهذه. كما أن هنالك نصوص تتحدث عن ترابط وتسلسل للعلامات.

العلامات منظومات كنظام الخرز : الأدلة من الاحاديث والروايات:

تم استنباط نتائج طبيعة هذه العلامة المدرجة أعلاه من تجميع الاحاديث والروايات والأثار التالية وتحليلها معاً ومطابقتها ومراجعتها مع نتائج العلامات الاخرى. لاحظ العبارات التي تحتها خط وأربط فيما بعضها. ومن اجل عدم تشتيت افكاركم تركنا ذكر سلسلة الرواة. ويمكنكم التحقق من مدى صحة النصوص ورواتها في مصادرها. منهج هذا البحث حول التحقق من النصوص تجدها في صفحة مصادر البحث ....

عن الرسول ص (... توقعوا آيات متواليات من السماء منظومات كنظام الخرز... فلْيَرْتَقبوا عند ذلك، آياتٍ تَتَابَعُ كنِظام بالٍ قُطِعَ سلكُهُ فَتَتَابَع ...). معجم أحاديث الامام المهدي ج2: ص 228 الحديث 542 (9 مصدر).

عن علي أمير المؤمنين ع (... نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا ...). معجم أحاديث الامام المهدي ج3: ص 254 الحديث 783 (37 مصدر).

عن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهما السلام (... أنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا ...). معجم أحاديث الامام المهدي ج3: ص 450 الحديث 1005 (6 مصدر).

عن علي أمير المؤمنين ع (... وتجيئكم آيات متتابعات كأنهن نظام منظومات انقطعن فتتابعن ...). معجم أحاديث الامام المهدي ج3: ص 26 الحديث 582 (2 مصدر).

بسم الله الرحمن الرحيم ( ما ضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4) علمه شديد القوى (5)). النجم 1-5.

أن الله عز وجل خلق الرسول محمد ص ضامناً لنا أنه؛ ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى.

فألفاظه مختارة بشكل دقيق بوحي الهي، وعلّم الرسول ص آل بيته ع ذلك وأتبعوا نفس سنته الشريفة هذه. فهنالك تطابق لألفاظ القرآن الكريم مع ألفاظ أحاديث الرسول محمد ص وروايات أئمة آل البيت ع، علينا أن نستفيد منه لاستكشاف طبيعة وتسلسل العلامات بدراسة الآيات والاحاديث والروايات ذات الألفاظ المتطابقة معاً.

ووفق هذا المبدأ، نفهم من لفظ ( نِظام بالٍ ) طول المدة حتى يحين وقت ( قُطِعَ سلكُهُ ).

ونفهم من لفظ ( فتَتَابَع ) تتابع العلامات المتسلسل.

ونفهم من التشبيه بالخرز سرعة تتابع حدوث العلامات عندما يحين وقتها، مع عدم إمكانية منع حدوثها او السيطرة على كيفية ومكان سقوطها (حدوثها).

أذاً، هنالك ترابط وتسلسل محدد للعلامات. فكما لا يمكن أن يتحقق الظهور قبل تحقق كل العلامات، فلا يمكن أيضاً مثلاً أن تحدث العلامة الخامسة قبل العلامة الرابعة والتي بدورها يجب أن تسبقها العلامة الثالثة والثانية والأولى وبالتتابع.

كما ان احاديث الرسول ص وأئمة آل البيت ع عن علامات الظهور الامام المهدي المنتظر عج لا يمكن ان تكون بسنين او قرون قبل الظهور، أذ لو انهم اخبرونا بحصول علامة ما ثم لم يظهر الامام عج سيصاب الناس باليأس والشك في العلامات بل حتى في مصداقية قضية ظهور المنقذ في اخر الزمان.

علينا ان لا نخلط بين احاديث وروايات تتحدث عن ما سيحصل مستقبلاً ولا توجد فيها إشارة لأرتباطها بعلامات الظهور بتلك التي فيها هكذا إشارة.

أن العلامات القريبة لظهور الامام المهدي المنتظر عج ستكون على مدى سنة واحدة تقريباً من الظهور وفق تعابير أغلب الاحاديث والروايات المتعلقة بعلامات الظهور.

فاصبح واضحاً، أننا بتحديد ونشر نظام تسلسل علامات يتبع بعضها بعضاً، نقطع الطريق أمام الوقاتين الاعتباطيين، بل ومدعي المهدوية كذلك.

كما وأننا حين نترقب العلامات ونلاحظ تتابع تحققها بالتسلسل المحدد، نزداد يقيناً علامة بعد علامة بأن يوم الظهور المنتظر اصبح قريباً إن شاء الله.

تزامن تواريخ العلامات

أما بخصوص تزامن بعض العلامات من ناحية التقويم، كتزامن التأريخ الهجري مع أيام الأسبوع ، مثل كون اليوم الأول لشهر رمضان سنة الظهور يوم جمعة كما سنرى لاحقاً، فأن ذلك قد تكرر كثيراً عبر القرون.

ومن المنطقي ان العلامات لن تتحقق وفق التقويم الشمسي (وهو تقويم وثني لعبدة الشمس) ولا بما يسمى بالتقويم الهجري المعمول به حالياً (التقويم الأموي) الذي تدور شهوره حول فصول السنة. فلله عز وجل تقويم وضعه منذ الخلق ووضع الفلك لضبطه ولكي تعرف الناس التقويم. التقويم الالهي أتبعه كل الأنبياء ومنهم الرسول محمد ص وهو التقويم الهجري الأصلي.

وأما بخصوص تزامن تأريخ يوم أموي مع يوم شمسي او مثل مصادفة وقوع شهر رمضان سنة الظهور في فصل الصيف، فأن ذلك يتكرر كل 33 عام و7 أشهر و6 أيام حسب الحسابات الفلكية. أذ أن السنة الأموية أقصر من الشمسية بـ 10 أيام و21 ساعة و7 دقائق و12 ثانية تقريباً. ويتكرر أكثر تطابق الـ 30 يوم لشهر رمضان مع 90 يوم للصيف.